هالة الخياط (أبوظبي)
بدأت طلائع الطيور المهاجرة بالوصول إلى الدولة، والتي تظهر بوضوح خلال الفترة الممتدة، من أكتوبر وحتى ديسمبر من كل عام، حيث تستقبل دولة الإمارات خلال فصل الشتاء قرابة مليوني طائر سنوياً، ما يشكل فرصة أمام الجمهور وهواة مراقبة الطيور التعرف إلى أنواع جديدة منها.
وتزامناً مع بدء موسم هجرة الطيور إلى دولة الإمارات، تنفذ هيئة البيئة في أبوظبي مسحاً للطيور التي تقضي فترة الشتاء في الدولة، ويشمل طائر أبو ريشة «طير الاستواء أحمر المنقار»، والعقاب النساري، والغاق السقطري.
كما تتضمن الطيور المهاجرة التي تمر بالدولة البط، والطيور الخواضة، النحام الكبير، مرزة البطائح العقاب المرقط والنسر المصري.
وأوضح الدكتور سالم جافيد، مدير إدارة التنوع البيولوجي البري بالإنابة في هيئة البيئة في أبوظبي، أن الهيئة تجري سنوياً مسحاً لمراقبة الطيور المهاجرة إلى الدولة، وذلك من خلال برنامج مكثف لمراقبة الطيور البرية والبحرية لمتابعة ورصد تحركاتها، حيث يقوم فريق من الهيئة بمسح كافة المناطق الساحلية المهمة، الجزر، المناطق الداخلية الرطبة والمناطق الخضراء بانتظام لرصد أعداد من الطيور والتعرف إلى أنواعها.
وتسعى هيئة البيئة في أبوظبي إلى المساهمة في توفير ملاجئ آمنة لنحو مليوني طائر تمر سنوياً عبر الدولة مهاجرة من آسيا، ومتجهة جنوباً إلى أفريقيا، وشرقاً إلى الهند أو ما ورائها.
وتعتبر الفلامنجو من الطيور المنتشرة التي تزور الدولة، ويمكن مشاهدتها طوال العام، حتى بالقرب من المساكن والطرق السريعة والضواحي والمناطق الصناعية، الملاحات وبرك الصرف الصحي.
وأبلغ جافيد «الاتحاد» أنه خلال فترة التكاثر تقوم الهيئة بتنفيذ برنامج إجراء مسوحات مكثفة للجزر والمواقع الساحلية التي تتضمن مواقع رئيسة للطيور المتكاثرة في إمارة أبوظبي، ويشمل المسح الطيور المتكاثرة في فصل الشتاء مثل أبو ريشة (طير الاستواء أحمر المنقار) والعقاب النساري واللوهة (الغاق السقطري)، كما تجري الهيئة مسحاً يرصد الخراشن المتكاثرة في فصل الصيف والنوارس وزقزاق السرطان (كويري) في الفترة من أبريل إلى يونيو.
وأوضح أن معظم الطيور التي تقضي فترة الشتاء في الدولة تبدأ بالعودة إلى مناطق تكاثرها في فصلي الربيع - والصيف الذي يبدأ اعتباراً من فبراير، وتعتبر المسطحات الطينية الشاسعة المتأثرة بحركة المد والجزر، على طول الشاطئ وحول كثير من الجزر، ذات أهمية، خصوصاً للطيور المهاجرة والطيور شاطئية أخرى، ومن بعض المواقع الرئيسة للطيور في دولة الإمارات محمية الوثبة البحرية، محمية رأس الخور، خور البيضا الضبعية، والعديد من الجزر في أبوظبي والإمارات.
ويشار إلى أن الدولة تحتضن العديد من الأنواع العالمية المهمة من مجموعات الطيور البحرية، وتوفر مناطق المد والجزر الإماراتية التي تزورها سنوياً مئات الألوف من الطيور الساحلية المهاجرة، وكذلك وجود المناطق الصحراوية ذات القيمة العالية للطيور المغردة التي تلتجئ إليها هرباً من فصل الشتاء في الأقطار الآسيوية، ومن بين أكثر من 450 نوعاً من الطيور المسجلة في الدولة، هناك 70 % منها من أنواع الطيور المهاجرة.
وهناك نوعان من الطيور المهاجرة، النوع الأول الذي يأتي غالباً خلال أشهر الشتاء من أوروبا وآسيا الوسطى لقضاء فصل الشتاء، أو يتوقف في طريقه إلى مناطق في أفريقيا، وبعض الطيور المهاجرة تبقي في الدولة لمدة 3-5 أشهر، إلا أن بعضها يعبر الدولة لإكمال مسار هجرته، والنوع الآخر هو عبارة عن مجموعة من الطيور المتكاثرة التي تزور الدولة في فصل الصيف، وبشكل رئيس الطيور البحرية، والتي تأتي من المحيط الهندي للتكاثر.